صدفة ورطته في الجريمة وبرأته منها
عارف العضيلة (القصيم)
قاده حظه العاثر الى قطع الاشارة الحمراء في ذات المكان الذي ابلغ فيه مجني عليه كان في الموقع الشرطة عن تعرضه لاعتداء من قاطع طريق سلب نقوده وسيارته بعدما اشبعه ضرباً. وسارع المجني عليه الى اتهام قاطع الاشارة بالاعتداء عليه مؤكداً انه نفس الشخص الذي ضربه وسلب نقوده وسيارته مستغلاً التشابه بين المعتدي وقاطع الاشارة. واحيل المتهم الى الشرطة للتحقيق باعتباره مشتبهاً به وانتقلت قضيته الى هيئة التحقيق والادعاء العام ومن ثم المحكمة ولم يكن هناك ما يثبت براءته وفي المقابل لم يكن هناك ما يثبت يقيناً انه مجرم وبعد سنتين امضاها خلف القضبان صدر حكم قضائي يتضمن اطلاق سراحه والاكتفاء بما امضاه في التوقيف والسجن ولأنه كان عسكرياً فقد صدر قرار من مرجعه يقضي بطي قيده.. ولم تفلح كل المحاولات لرد اعتباره. وكما كانت الصدفة سبباً في الاشتباه في هذا المواطن كانت الصدفة سبباً في براءته فقد ادخل شقيقه المراهق التوقيف اثر مشاجرة مع آخر حيث بقي لثلاثة ايام وهناك التقى شاب توطدت بينهما الصلة وكانت تهمته محاولة سرقة سيارة واودع التوقيف تمهيداً لاحالته الى هيئة التحقيق والادعاء العام.. وبدلاً من اظهار براءته من تهمة سرقة السيارة اخذ الشاب يقص على المراهق بطولاته الاجرامية واعتداءاته على عابري الطريق وسرقاته واهاناته لهم. وهنا كانت المفاجأة حيث سرد الواقعة التي اتهم فيها شقيقه وسجن بسببها بالتفصيل وبعدما انتهى من سرد حكايته لاحظ المراهق الشبه الكبير بين المعتدي قاطع الطريق وبين شقيقه الذي اتهم ظلماً. وعند اول زيارة لشقيقه المظلوم ابلغه باعترافات الجاني الحقيقي ومن ثم تقدم بطلب اعادة فتح ملف القضية حيث ثبتت براءته وادين المتهم الحقيقي الذي اعترف شرعاً بجريمته.
عقب ذلك تقدم بطلب آخر الى المحكمة يطالب فيه برد اعتباره وتعويضه عن فترة السجن التي امضاها وكذا بإعادته الى وظيفته التي فصل منها جراء القضية.
وفي تعليقه على هذه القضية قال المستشار القضائي والمحامي فهد الساير” توجد فقرات واضحة وصريحة في النظام تعطي أي شخص سجن وثبتت فيما بعد براءته بتعويض مادي مناسب ورد اعتبار واعادته الى عمله ان كان قد فصل بسبب القضية التي اتهم بها.