درس في البركة لا تعرفه الجامعات الأمريكية

درس في البركة
لا تعرفه الجامعات الأمريكية

كان هناك تاجر للأدوات الكهربائية وكان له ولد شاب ، وأراد هذا التاجر أن يدّرب إبنه على التجارة حتى يتسلم العمل من بعده ، ولما كان لا بد أن يدرس أولاً فأرسله إلى أكبر جامعة في أمريكا ليتخصص في التجارة والاقتصاد .
وبعد أن عاد هذا الشاب من دراسته التي امتدت ما يقارب من خمس سنوات، عمل مع والده في تجارته كما كان يأمل الأب ، وقد لاحظ الشاب على أبيه شيئاً لفت انتباهه ، وهو أنه لا يكاد يمرّ يوم من الأيام إلا ويأتي لأبيه خطاب من جميعة خيرية أو لجنة زكاة أو تبرعات للفقراء فيوافق عليه الأب بلا تردد ويُعطيهم ما يريدون أياً كان المتبرع به .
فما كان من الابن إلا أن قال لأبيه : يا أبي إن ما تفعله شيء خطأ .
فقال الأب : وكيف ذلك .
فقال الابن : لقد درست في جامعتي في أمريكا أن الداخل ربح والخارج خسارة وأنت يا أبي تخرج بلا ثمن .
فقال له الأب : إن الخير الذي تعيش فيه أنت وأخوتك وأمك منذ سنوات طويلة هو من بركة هذه الصدقة .
فقال له الشاب : وما هي البركة فأنا لم أدرسها في أمريكا .
فقال له الأب : إن لم تكن درستها فأنا سوف أدّرسها لك ، وضرب له الأب مثال بسيط وكان الأب رجل كبير في العمر وغير متعلم ولكن علمته الحياة.
فقال له الابن : وما هو المثال يا أبي .

فقال الأب : أضرب لك مثالاً بالغنم والكلاب ( أعزكم الله ) .
فقال الابن : وما ذا تقصد بهذا المثال يا أبي .
قال الأب : الشاة إذا حملت فما عدد ما تلد ؟ قال الابن : واحد أو إثنان .
فقال الأب : والكلبة إذا ولدت فكم يكون عدد ما تلد ، قال الابن : ثمان أو تسع .
فقال الأب : أيهما إذاً أكثر ، قال الابن : الكلاب .
فقال الأب : والناس تأكل أغناماً أم كلاباً ، فقال الابن : أغناماً بالتأكيد .
فقال الأب : فلماذا الإنتاج من الأغنام قليل واستهلاكه كبير ومع ذلك يكفي حاجة الناس !
فقال الشاب : لا أعلم يا أبتِ .
فرد الأب قائلاً : لأن الله قد بارك في الأغنام والدليل على ذلك هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإبل عِزُ لأهلها والغنم بركةً والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) .
ولأنها تعتبر من الأشياء التي يُخرج عنها صاحبها زكاتها وبالتالي تنمو وتزداد ولأنها أُحلت للإنسان في مأكلها أما الكلاب فهي محرمة .
وفي النهاية علّق الأب قائلاً : وهذه هي البركة التي لم تتعلمها في الكُتب ولهذا عليك يابنُي الإكثار من الصدقة لينمو مالك وتدوم عليك النّعم ويبارِك الله لك فيما أعطاك .
وفقني الله وإياكم لفعل الطاعات والإكثار من الصدقات .... اللهم آمين .
والله تعالى أعلى وأعلم والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وسلم ،،،،